• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

آراء محمد الطاهر ابن عاشور في الإصلاح التربوي "دراسة تحليلية نقدية"

ناصر بن علي إدريس

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الكلية: كلية الدعوة وأصول الدين
التخصص: التربية
المشرف: أ.د. حسن بن عمر البيتي
العام: 1427هـ- 2006م

تاريخ الإضافة: 11/3/2023 ميلادي - 18/8/1444 هجري

الزيارات: 11254

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

آراء محمد الطاهر ابن عاشور في الإصلاح التربوي

"دراسة تحليلية نقدية"

 

أهداف الدراسة:

1- معرفة عوامل تكوين شخصية ابن عاشور التربوية.

2- بيان مفهوم الإصلاح التربوي وخصائصه عند ابن عاشور.

3- إيضاح علاقة الإصلاح التربوي بالإصلاح الاجتماعي في رأي ابن عاشور.

4- معرفة مرتكزات الإصلاح التربوي التي استند إليها ابن عاشور في طرحه.

5- بيان ميادين الإصلاح التربوي في نظر ابن عاشور.

6- معرفة المضامين التي تضمنها مشروع ابن عاشور الإصلاحي.

7- معرفة الجوانب التي تناولها ابن عاشور في برنامجه الإصلاحي.

 

منهج الدراسة:

استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي في استخلاص الآراء التربوية لابن عاشور ورصد أفكاره وتحليلها تحليلًا تربويًا، واستعان الباحث بالمنهج التاريخي في جمع المادة العلمية من مصادرها ونقدها وتفسيرها واستخلاص النتائج منها، إضافةً إلى ذلك استخدم الباحث المنهج النقدي الذي يقوم على دراسة الأشياء وتفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها ثم إصدار الحكم عليها وتحديد مقدار قيمتها، وكذلك استعان بالمنهج الاستنباطي في استنباط الفوائد والتطبيقات التربوية.

 

النتائج والتوصيات: وختمت الدراسة بأهم النتائج التي توصَّل إليها الباحث من خلال بحثه، وبعض التوصيات والمقترحات.

 

وقد توصل الباحث في دراسته إلى مجموعة من النتائج ومنها:

1- أن شخصية ابن عاشور متنوعةُ المجالات متعددة المواهب والثقافات، وتُعتبر محصِّلة تراكمية لمجموعة من العوامل جعلتها متميزة بشاطها الإصلاحي في شتى المجالات لا سيما في المجال التربوي.

 

2- أن التربية عند ابن عاشور لا تقتصر على مجرد تلقين العلوم ونقل المعارف، وإنما تعني بناء الإنسان المسلم من كل جوانبه وفق مقتضى الشريعة الإسلامية.

 

3- أن الإصلاح التربوي في منهج التربية الإسلامية يتَّسم بعدة خصائص ومزايا، وهذه الخصائص منها ما يتعلق بمشروع الإصلاح ومنها ما يتعلق بمن يتولى أمر الإصلاح.

 

4- أنّ ابن عاشور يرى أنّ الإصلاح التربويّ لا بُدّ له من ميادين يتحرّك فيها، وأنه يجب أن يستهدف فئات مختلفة عبر المسجد والمدرسة والإذاعة والتلفاز، والصحف والمجلات، والتأليف، ومباشرة الإصلاح من خلالها، حتى ينفذ مشروع الإصلاح إلى كل فئة في المجتمع، بحسب مستواها وقابلية أفكارها، وأنّ أيّةَ محاولةٍ إصلاحيةٍ لا تنشط عبر هذه الميادين تظلُّ محاولةً ناقصةً لا يكتمل معها الإصلاح.

 

5- أنّ التعليم - في نظر ابن عاشور - صناعةٌ تحتاج إلى دربةٍ ومرانٍ وإعدادٍ، إضافةً إلى ما ينبغي أن يتوفّر في المعلِّم من حُبٍّ واستعداد نفسي وقناعة بهذه المهنة.

 

6- أن ابن عاشور يهتمُّ اهتمامًا بالغًا بأمر التقويم في العملية التربوية، ويؤكد على ضرورة أن تكون هناك أدوات فاحصةً، ومعايير حقيقية تكون من خلالها ملاحظة التقدم في المسيرة التربوية من عدمه.

 

هذا وقد قدَّم الباحث في نهاية بحثه مجموعة من التوصيات والمقترحات، ومنها:

• دراسة المزيد من الشخصيات التربوية المسلمة من جوانبها المختلفة، الإصلاحية وغيرها.

 

• دراسة التعليم الإسلامي في جامع الزيتونة وبرامجه وأهدافه والأطوار التي مرَّ بها والظروف التي أحاطت به.

 

• دراسة الجانب الاجتماعي في شخصية وفكر ابن عاشور. وقد ختم الباحث دراسته بوضع فهارس علمية.

 

• دعوة واضعي سياسة التعليم في البلدان الإسلامية للاستفادة من نتائج الطروحات التربوية التي تقدم بها ابن عاشور والدراسات المشابهة لها في رسم السياسات التعليمية.

 

• دعوة المؤسسات التربوية المسلمة إلى تطبيق تلك الرؤى والحلول التربوية الناجعة التي قدَّمها ابن عاشور للعودة القوية بالأمة الإسلامية إلى مكانتها السامية واللائقة بها.

 

• الاهتمام بأمر العقيدة الإسلامية الصحيحة كنقطة البداية في تصحيح مسار التربية والتعليم في العالم الإسلامي، والارتكاز على الكتاب والسنة والنماذج المضيئة من التطبيقات التربوية في تاريخ الأمة المسلمة.

 

• الاعتناء التَّامُّ بالمعلِّمين والمربين كونهم حجر الزاوية في كلِّ إصلاح تربوي سليم، وضرورة انتقائهم وتدريبهم، وتحفيزهم على العمل المثمر من خلال تأمين احتياجاتهم واعتماد الرواتب المجزية لهم.

 

• ضرورة الاهتمام بأمر التقويم المستمر لملاحظة التقدُّم الحاصل في العملية التربوية، وأن يُبنى كلُّ إصلاح تربوي منشود على نتائج ذلك التقويم ويُراجَع على أساسه.

 

شكر وتقدير:

الحمد لله أولًا وآخرًا، والشكر له ظاهرًا وباطنًا، أحمده تعالى وأشكره على ما يسَّر وأعان، فله الفضل سبحانه وهو حسبنا ونعم المستعان، وبعد حمد الله وشكره أتقدَّم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل لوالديَّ الكريمين، وأبويَّ الحنونين على ما غمراني به من عطف وحنان، وأولياني من جهدهما ووقتهما، وما قاما به من رعاية وتربية، فكانا السبب المباشر - بعد الله سبحانه - على سلوكي سبيل العلم والمعرفة، وواصلا الليل بالنهار من أجل تربيتي وتعليمي، فلهما وافر شكري وصادق دعوتي بأن يبارك الله في عمر والدي ومعلِّمي الكريم، ويُمدَّه بالصحة والعافية، وأن يمتِّعني بحياته، ويرزقني بِرَّه، كما أسأله سبحانه أن يرحم والدتي الحنون، وأمِّي الرؤوم، ويرفع منزلتها في العلِّيين، ويجزيها عني خير ما جزى والدةً عن ولدها، وأن يجمعني بها في دار كرامته ومستقر رحمته.

 

كما أتوجه بجزيل الشكر للقائمين على الجامعة الإسلامية، وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة الشيخ الدكتور:صالح بن عبد الله العبود على ما يولونه لأبنائهم الطلاب من عناية ورعاية، فلهم منا جزيل الشكر، ومن الله عظيم الأجر.

 

والشكر موصول لفضيلة عميد كلية الدعوة وأصول الدين، وجميع منسوبيها، وأخص منهم فضيلة رئيس قسم التربية السابق الدكتور:محمد عمر فلاته، وفضيلة الدكتور:عبد الرحمن الأنصاري رئيس قسم التربية الحالي.

 

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى كلٍّ من فضيلة الدكتور:عبد الله بن عبد الحميد محمود، وفضيلة الأستاذ الدكتور: خالد بن حامد الحازمي على جهودهما المخلصة، وآرائهما السديدة، ورعايتهما للرسالة في مهدها.

 

كما أسجل عظيم شكري، وفائق احترامي وامتناني لفضيلة الدكتور:حسن بن عمر البيتي-حفظه الله-على ما أفادني به من علم، وما شملني به من حلم لا يُستغرب على سليل بيت النبوة، فله من الشكر أجزله ومن التقدير أكمله.

 

ولا أنسى أن أتوجه بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى شيخيَّ الكريمين وأستاذيَّ الفاضلين:فضيلة الأستاذ الدكتور: سعيد بن فالح المغامسي، وفضيلة الدكتور:محمد بن يوسف عفيفي- حفظهما الله - على تفضلهما بقبول مناقشة الرسالة، وتحمُّلهما عناء قراءتها وتصويبها.

 

ويمتد شكري إلى كلِّ من أعانني في كتابة هذا البحث من الإخوة والزملاء، فللجميع مني الشكر وأسأل الله أن ينالوا المثوبة والأجر.

 

وبالحمد أختم كما بدأت، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المقدّمة:

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، وبعد:

فما من شكٍّ أنّ الإسلام دين الحضارة والرُّقِيّ والمدنية، وأنه المنهج الإلهي الوحيد الذي يَصْلُح للإنسانية في قيام حضارتها وازدهارها، وقبل ذلك سعادتها الدينية والدنيوية.

 

والشريعة الإسلامية جاءت ملبيةً لمتطلبات النفس البشرية، متلمسةً لحاجاتها، مناسبةً لطبيعتها وفطرتها، محيطةً بجميع جوانبها؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

لذلك كان من الطبيعي أن يكون الإسلام هو السبيل الوحيد والطريق الأقرب والمنهج الأمثل لتحقيق سعادة الإنسانية ورقيِّها، كيف لا وهو السبيل الذي اختاره الخالق سبحانه وتعالى لعباده، ورضيه لهم دينًا، وهو جلّ شأنه أعلم بعباده وما يصلحهم ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]؟!.

 

ولما كان كذلك فإن الأمة الإسلامية ومن خلال تمسكها بدينها استطاعت أن تبني مجدًا لا مثيل له، وحضارةً لا نظير لها، فسادت بها الأممَ وقادتْها، وعمرت بها الأرض ونَمَّتها، وسارت في اتّزان وشمول، وعمت جميع جوانب الحياة، فأضحت حضارةً فريدةً في تاريخ البشرية أمدّت الحضارات المختلفة بكل أسباب الرقي والتمدّن، وشهد لها بذلك الأعداء قبل الأصدقاء.[1]

 

وإنَّ أمةً هذا شأنها لا بدّ وأن تكون متميزةً في تربيتها وتعليمها؛ لأنها استطاعت أن تخرج أجيالًا عمروا الأرض، وخدموا الإنسانية في شتى مجالات الحياة، وخاضوا غمار العلوم في مختلف صوَرها وأشكالها، كل ذلك وفق منهج ربّاني أصيل، ونظرةٍ فاحصةٍ ثاقبة، فتركوا للأمة تراثًا غاليًا، وكنْزًا نفيسًا تفخر به على مر العصور والأجيال.

 

وإن من الجوانب المشرقة في الحضارة الإسلامية الجانب التربوي الذي يُعَدُّ من أهمّ أسباب رُقيّ الحضارة الإسلامية وازدهارها إن لم يكن أهمها.

 

وإذا كان البحث في التراث الإسلامي له أهمية من حيث العموم، فإن البحث في التربية الإسلامية ذو أهمية خاصة؛ لأن التربية عامل فارق بين الأمم، ومُكوِّن مهم من مكونات المجتمعات، والأمم تختلف في أساليب تربيتها وقيمها وفق نظرتها للإله والكون والحياة، ووفق منطلقاتها النظرية للوجود الإنساني، وتقوَّم التربية عادة بحسب نجاح أفرادها في الحضارة الإنسانية، كما تقوَّم بحسب الإنسانية التي صاغتها هذه التربية على وجه الخصوص.[2]

 

وهذا ما تحقق في التربية الإسلامية التي أنجبت علماء اهتموا بإصلاح أمتهم وإرجاعها إلى ما كان عليه سلفُها، واستعملوا في ذلك أساليب تربويةً عديدةً: كالتأليف، والخطابة، والمجالس العلمية، وغيرها، حيث اهتموا بتزكية النفوس ومعالجة أمراض القلوب من أمثال: ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم-رحمهم الله-.

 

وبما أنّ لكل عصر رجاله، فإن العصر الحديث لم يَخْلُ من رجال مصلحين، أسهموا في العمل التربوي الإسلامي، وخدموا التربية الإسلامية، ومن هؤلاء الشيخُ محمد الطاهر بن عاشور الذي رأى الباحث أن يكون محطَّ دراسته في هذا البحث.

 

موضوع البحث وتساؤلاته.

إن التربية في الإسلام عملية حياة تهتم بالإنسان قبل مولده وبعد ولادته وإلى موته؛ولذلك كانت جديرة بأن يكون لها نتاجٌ ومردود طيب تمثَّل في أعظم أمّة عرفها التاريخ، وبَنَت حضارةً رائدةً ما زالت تذكرها الأيام، حيث استمر المدّ الإسلامي متميزًا في كل شيء، وإن الْتقت التربية فيه بغيرها في التفصيلات والفروع، إلاّ أنها كانت فريدةً في شمولها وتأثيرها، واستمرَّ الحال على ذلك عدة قرون، تلاه الانحدار التدريجي فأصبحت الأمة الإسلامية تفقد مقوماتها شيئًا فشيئًا، ورغم أن التربية في العالم الإسلامي مرت بِمدٍّ وجزْرٍ، إلا أنه لم تَخْلُ حقبةٌ زمنيةٌ من التاريخ الإسلامي من حفاظ على قوام التربية الإسلامية، وإن اختلفت من حيث الثبات وسعة الانتشار في المجتمعات الإسلامية.[3]

 

ويرجع الفضل بعد الله تعالى في الحفاظ على قوام الأمة وإصلاح منظومتها التعليمية وإحياء قيمها التربوية، إلى جهود العلماء المصلحين من هذه الأمة على اختلاف أزمنتهم وتباين أمكنتهم.

 

ومن أهم وأبرز هؤلاء العلماء الناصحين الذين كرّسوا حياتهم لخدمة أمتهم الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، شيخ جامع الزيتونة، وعَلَم من أعلام الأمة الذي أمسك بزمام الإصلاح الشامل لشؤون المسلمين عامّة، ولكنه امتاز بعمقه في ميدان التربية والتعليم؛ لأنه يرى أن الإصلاح التربوي أساس كل صلاح، وأنه مقصد جليل طالما غفل عنه الكثير رغم ما فيه من إنتاج لقادة الأمم في دينها ودنياها، وهي غاية مقصودة لمرشدي الأمم من رسل وحكماء ومرشدين ناصحين، كما يرى أنّ إصلاح التعليم هو الذي يحفظ قوام حياة الأمة وبقاء مميزاتها.[4]

 

ولقد استمد ابن عاشور برنامجه الإصلاحي في تطوير التعليم من الكتاب والسنة ومسيرة الفكر العلمي والتربوي عند المسلمين، وانفتاحه على المفيد من العلوم الحديثة منطلقًا من حيث انتهى إليه الأوّلون، إضافةً إلى ما كانت عليه الأوضاع التربوية في الزيتونة آنذاك، مما يستلزم تغييرًا في أطر التعليم ومضامينه ومناهجه.

 

ولما كان الشيخ ابن عاشور بهذه المكانة رأى الباحث أن يدرس الجانب التربوي في مشروعاته الإصلاحية، وأن يكون موضوع رسالته بعنوان: ((آراء محمد الطاهر بن عاشور في الإصلاح التربوي -دراسة تحليلية نقدية-)) واضعًا التساؤل التالي:

ما آراء ابن عاشور في الإصلاح التربوي؟ ويتفرع منه ما يلي:

• ما عوامل تكوين شخصية ابن عاشور الإصلاحية؟

• ما مفهوم الإصلاح التربوي عند ابن عاشور؟

• ما مرتكزات الإصلاح التربوي التي استند إليها ابن عاشور؟

• ما ميادين الإصلاح التربوي في نظر ابن عاشور؟

• ما مضامين الإصلاح التربوي التي تضمنتها خطَّة ابن عاشور الإصلاحية؟

• ما جوانب الإصلاح التربوي التي عالجها مشروع ابن عاشور؟

 

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1- تعتني الدراسة بالجانب التأصيلي للتربية الإسلامية لا سيما وأنّ العالم الإسلامي أشدُّ احتياجًا إلى الاعتناء التامّ بالتأصيل الإسلامي في بناء منظومته التربوية، والاستفادة من آراء العلماء المسلمين البارزين بعد أن ضاعت كثير من مناحي حياة المسلمين في متاهات التربية الغربية.

 

2- كما تُقدِّم الدراسة طرحًا تربويًا لعَلَمٍ من أعلام الإصلاح التربوي في القرن الرابع عشر، عاش في عصر عج بحركاتٍ إصلاحيةٍ، وبالمقابل عايش قلاقل واستعمارًا وحروبا ً أثَّرت في حياته الفكرية والعلمية...، والدراسة بذلك تستجيب للنداءات التي تنادي بدراسة الجوانب التربوية لعلماء المسلمين عامة ولا بن عاشور خاصة، يقول أحد الباحثين: ((وإني أتوق أن أرى بحوثا بعنوان "آراء الشيخ ابن عاشور التربوية" أو "ابن عاشور مربيا" تدرس فيها شخصيته التربوية وهي شخصية ثرية جديرة بالبحث العلمي)).[5]

 

3- كما ُتحاول الدراسة أن تجمع ما تناثر من آرائه الإصلاحية وتوجيهاته التربوية المبثوثة في كتبه.

 

4- وتتيح الدراسة الوصول إلى نتائج عساها تقدم نظرةً إصلاحيةً يُسْتفاد منها في العملية التربوية في واقعنا الذي هو بحاجة إلى التأصيل.

 

أهداف البحث:

ويرمي الباحث من خلال الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

1- معرفة عوامل تكوين شخصية ابن عاشور التربوية.

2- إيضاح مفهوم الإصلاح التربوي وخصائصه عند ابن عاشور.

3- بيان مرتكزات الإصلاح التربوي التي استند إليها ابن عاشور؟

4- معرفة ميادين الإصلاح التربوي في نظر ابن عاشور.

5- معرفة مضامين الإصلاح التربوي التي تضمنتها خطَّة ابن عاشور الإصلاحية؟

6- معرفة جوانب الإصلاح التربوي التي عالجها مشروع ابن عاشور؟

 

خطة البحث:

وقد قسَّمت الدراسة إلى مقدِّمة، وتمهيد، وأربعة فصول، بالإضافة إلى الخاتمة، والفهارس:

أما المقدمة: فقد تحدثت فيها عن موضوع البحث وأهميته وتساؤلاته وأسباب اختياره وحدوده وأهدافه والمصطلحات الإجرائية للدراسة، بالإضافة إلى عرض موجز لخطة البحث، والدراسات السابقة.

 

وأما التمهيد: فقد اشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: شخصية ابن عاشور ونشأته، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: اسمه ونسبه وكنيته وولادته.

المطلب الثاني: نشأته ومكانته العلمية ومؤلفاته ووفاته.

المطلب الثالث: جوانب شخصية ابن عاشور التربوية.

 

المبحث الثاني: عوامل تكوين ابن عاشور التربوية، وفيه أربعة مطالب.

المطلب الأول: عامل البيئة الأسرية في تكوينه.

المطلب الثاني: عامل البيئة الثقافية.

المطلب الثالث: عامل التيارات الإصلاحية في عهده.

المطلب الرابع: الواقع التونسي المستعمَر في عهده.

 

الفصل الأول: مفاهيم الإصلاح التربوي عند ابن عاشور، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: مفهوم التربية.

المبحث الثاني: مفهوم الإصلاح والتطوير التربوي.

المبحث الثالث: خصائص الإصلاح التربوي.

المبحث الرابع: علاقة الإصلاح التربوي بالإصلاح الاجتماعي.

 

الفصل الثاني: مرتكزات الإصلاح التربوي وميادينه عند ابن عاشور،

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: المرتكزات المرجعية (الكتاب والسنة)

المبحث الثاني: المرتكزات التاريخية.

المبحث الثالث: المرتكزات الحضارية.

المبحث الرابع ميادين الإصلاح التربوي.

 

الفصل الثالث: مضامين الإصلاح التربوي عند ابن عاشور، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: العلم والتعليم.

المبحث الثاني: العقيدة الإسلامية.

المبحث الثالث: الأخلاق الفاضلة.

المبحث الرابع: التفكير العلمي.

 

الفصل الرابع: جوانب الإصلاح التربوي عند ابن عاشور، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: إصلاح النظام التعليمي العامّ (السياسة التعليمية)

المبحث الثاني: إصلاح وتطوير برنامج إعداد المعلمين.

المبحث الثالث: إصلاح وتطوير المناهج التعليمية.

الخاتمة، وتشتمل على: أهم النتائج التي توصَّل إليها الباحث من خلال الدراسة، وبعض التوصيات والمقترحات.

 

الفهارس: هذا وقد ذيَّلت الدراسة بفهارس علمية ورتَّبتها على النحو التالي:

فهرس الآيات القرآنية.

فهرس الأحاديث النبوية.

فهرس الآثار.

فهرس الأشعار.

فهرس الأعلام.

فهرس الغريب.

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس الموضوعات.

 

منهج البحث:

نظرًا لأن الدراسة تبحث في شخصية واستخلاص آرائها التربوية، فإنه تلزمها دراسة وصفية تحليلية، ولذلك استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم بعملية رصد الأفكار وتحليلها تحليلا تربويا[6]، كذلك استعان الباحث بالمنهج التاريخي الذي يدرس الماضي من أجل الإفادة منه في فهم الحاضر والتطلع للمستقبل؛[7] نظرًا لما يستدعيه البحث من جمع المادة العلمية من مصادرها ونقدها وتفسيرها، واستخلاص النتائج؛ إضافةً إلى استخدام الباحث للمنهج النقدي الذي يقوم على دراسة الأشياء وتفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها مما يشابهها أو يقابلها ثم إصدار الحكم عليها بتحديد مقدار قيمتها وبيان واقع درجتها، [8]، وكذلك الاستعانة بالمنهج الاستنباطي في استنباط الفوائد والنكات التربوية.

 

كذلك التزمت في الدراسة بالمنهج العلمي من خلال النقاط التالية:

1- ترقيم الآيات القرآنية وعزوها إلى مواضعها في كتاب الله عزّ وجلّ.

 

2- تخريج الأحاديث من مصادرها الأصلية، فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما أكتفي بذلك، وإن كان في غيرهما أعزوه إلى مصدره وأوضِّح درجة الحديث من خلال أقوال العلماء.

 

3- الترجمة للأعلام الوارد ذكرهم عدا المشهورين منهم.

4- التعليق على بعض المسائل عند الحاجة إلى ذلك.

5- إحالة المادة العلمية إلى مصادرها ومراجعها.

 

6- عمل الفهارس اللازمة للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار، والأشعار، والأعلام، والغريب، والمصادر والمراجع، والموضوعات.

 

هذا وقد بذلت وسعي في تتبع كلام ابن عاشور-رحمه الله- وجمعه وتصنيفه من مصادر عديدة ومن ثمَّ دراستها وتحليلها، واستنباط الفوائد والتطبيقات التربوية منها.

 

حدود البحث:

أ/ الحد الموضوعي: وتقتصر الدراسة على جانب الإصلاح التربوي فقط عند ابن عاشور من خلال مؤلفاته مع التركيز على المؤلفات ذات الصلة.

 

ب/ الحد الزمني: وهي الفترة التي عاش فيها ابن عاشور مؤثّرًا ومتأثرًا (1296 - 1393هـ) = (1879 - 1973م).

 

مصطلحات الدراسة:

الآراء: جمع رأي، ويُقْصَد بها كل ما يبديه الإنسان من وجهة نظر بعد تمعن وتحقق، وقد تكون هذه الآراء شفويةً أو كتابيةً.

 

الإصلاح التربوي: الإصلاح لغة ضد الإفساد، ويقصد به الباحث النظر في النظام التربوي بما في ذلك النظام التعليمي ومناهجه لتحسين العملية التربوية وفق المنهج الإسلامي، وصولًا إلى تحقيق أهداف التربية الإسلامية، بصورة أكثر كفاءة.[9]

 

جامع الزيتونة (أو الجامع الأعظم) ويُقصَد به المؤسسة التربوية والتعليمية الزيتونية، والتي كان يديرها محمد الطاهر بن عاشور، وتعلَّم فيها، وكانت تسمى "جامع الزيتونة" على غرار جامع الأزهر، وجامع القيروان.

 

الدراسات السابقة:

يمكن تصنيف الدراسات السابقة إلى صنفين:

أوّلًا: دراسات في الجانب التربوي لابن عاشور:

لم يجد الباحث - حسب علمه- أيّ دراسة حول الجانب التربوي لابن عاشور، إلاّ أنّ هناك بحثًا صغيرًا بعنوان: "من أعلام الزيتونة شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور حياته وآثاره" لبلقاسم الغالي، وهو تعريف موجز حاول فيه الباحث أن يلمّ بشخصية ابن عاشور من جميع جوانبها بصفة شمولية، فهي نبذة مختصرة في شخصية ابن عاشور، وقسَّم الدراسة فيها إلى أربعة أبواب تعرض فيها لحياة ابن عاشور وعصره وكونه مفسّرًا ومحدّثًا ومجتهدًا فقيهًا ومُصْلِحًا اجتماعيًا وتربويًا، وقد عقد فصلًا بعنوان "ابن عاشور مصلحًا تربويًا" أعطى فيه لمحةً مختصرةً عن فكره التربوي وعوامل تكوينه، وجهود الشيخ التربوية، وخلص إلى القول بأنّ للرجل جوانب ورُؤًى تربويةً عظيمةً جديرة بالبحث، وختم بحثه بدعوة الدارسين أن يُبرزوا هذا الجانب المشرق من شخصيته. وقد استفادت الدراسة الحالية من هذا البحث فيما يتعلق بحياة الشيخ وعصره وعوامل تكوينه، إلا أنها تختلف عنه في كونها أكثر عمقا وكونها تعالج جانبًا واحدا.

 

ثانيًا: دراسات تتعلق بجوانب أخرى في شخصية ابن عاشور، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:

1- دراسات تناولت ابن عاشور من الناحية العقدية وهي كالتالي:

• محمد الطاهر بن عاشور: مذهبه وآراؤه العقدية، حجيبة شيدخ، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، معهد الدعوة وأصول الدين، رسالة ماجستير، 1995م.

 

• منهج الطاهر بن عاشور في أصول الاعتقاد، محمد بن حسن العمري، جامعة الإمام، كلية أصول الدين، ماجستير، 1414هـ.

 

2- دراسات تناولته من الناحية التفسيرية وهي:

- الشيخ محمد الطاهر بن عاشور مفسرًا، رشيد العلمي، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب، الرباط، ماجستير، 1987م.

 

• ابن عاشور ومنهجه في تفسيره التحرير والتنوير، عبد الله إبراهيم الريس، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الدعوة وأصول الدين، رسالة ماجستير، 1408هـ.

 

• الشيخ محمد الطاهر بن عاشور مفسِّرًا، دراسة في العصر الحديث والشخصية والآثار والمصادر والمنهج، إبراهيم الوافي، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، رسالة دكتوراه، 1996م.

 

• تفسير ابن عاشور: التحرير والتنوير، دراسة منهجية ونقدية، جمال محمود أحمد أبو حسان، الجامعة الأردنية، رسالة ماجستير، 1991م.

 

3- دراسات تناولت جانب المقاصد عند ابن عاشور وهي:

• مقاصد الشريعة عند ابن عاشور، سويغة مخلوف، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، معهد أصول الدين.

 

• تنظير علم المقاصد عند الإمام محمد الطاهر بن عاشور، محمد حسين، المعهد الوطني العالي لأصول الدين - الجزائر- قسم أصول الفقه، دكتوراه، 1994م.

 

وهذه الدراسات تفيد الباحث فيما يتعلق بحياة ابن عاشور وعصره الذي عاش فيه، إضافةً إلى طُرق تحليلهم. إلا أن هذه الدراسة تختلف عن تلك الدراسات لكونها تختص بجانب واحدٍ من شخصية ابن عاشور، وهو ما يتعلق بالإصلاح التربوي؛ حيث ستتعرض له بإسهاب وعمق، بالإضافة إلى استخلاص آرائه التربوية.


الخاتمة

وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات

النتائج:

تَمّ بحمد الله تعالى وتوفيقه تناولُ الدراسة لموضوع: (( آراء محمد الطاهر بن عاشور في الإصلاح التربوي ))، فلله الحمد على ما قضى وقدَّر، وله الشكر على ما أعان ويَسَّر، وبعد:

فقد انتهى الباحث من خلال دراسته لفصول الموضوع ومباحثه إلى جملة من النتائج التربوية، تمخّضت عنها الدراسة، ذكر الباحث بعضًا منها في نهاية كل مبحث، وتجنُّبًا للتكرار فإنه يذكر أهمّ ما توصَّلت إليه الدراسةُ في النقاط التالية:

(1) إنّ شخصيةَ ابن عاشور متنوِّعة المجالات، متعدِّدة المواهب والثقافات، وقد ميَّزت ذلك قرنها الذي عاشت فيه، بنشاطها الإصلاحي في المجال السياسي والاجتماعي والتربوي، وهذا الأخير هو أبرز مجال نشط فيه ابن عاشور تدريسًا وإدارةً وتأليفًا.

 

(2) تأكّد للباحث أنّ شخصية ابن عاشور هي محصِّلة تراكمية لمجموعة من العوامل، عملت على إثرائها وإبرازها، ومن تلك العوامل بيئتُه الأُسَرية التي عُرفت بالعلم والجاه والنفوذ، والحالة الثقافية المعاصرة في المشرق والمغرب التي كان يُمَثِّلها دعاةٌ مجدِّدون، وزعماء سياسيون، ومصلحون تربويون.

 

ينضاف إلى ذلك الواقع التونسي الُمُرّ الذي كان يغلي بالحركات المطالبة بالاستقلال، ومواجهة قوى الاستعمار.

 

كلُّ ذلك ساهم بعد توفيق الله تعالى في تشكيل الشخصية التي طالما تطلَّع إليها أهل عصره، وأبناء المغرب العربي على وجه الخصوص.

 

(3) لقد أفرزت هذه الشخصية عدة آراء تربوية، محاوِلةً إصلاحَ ما أفسده الاستعمار، أو ما جنى عليه طابع التقليد والجمود لتجارب تربوية تجاوزها الزمن، وقد تمثّلت آراء ابن عاشور في ميادين عديدة من المنظومة التربوية، واتَّسمت بالجِدّة، والجرأة في الطرح، والوضوح في الفكرة، ومن ذلك:

أ/ إنّ التربية عند ابن عاشور لا تقتصر على مجرد التلقين للعلوم ونقل المعارف، وإنما تعني في نظره بناءَ الإنسان المسلم من كل جوانبه، وتوجيه الميول والرغبات، وضبط الانفعالات، وحلِّ المشكلات النفسية، وتعديل السلوك، مع مراعاة نموّ الفرد ومتطلّباته.

 

ب/ إنّ الإصلاح عمومًا لا يعني التنكُّر لما سبق إنجازه، أو سلَف طرحُه من أفكار، وإنما يُراد به عند ابن عاشور تقويمُ المسيرة التعليمية من خلال الكشف عن جوانبها السلبية، وتجاوزها، واقتراح البدائل المناسبة لها، والإشادة بالجوانب الإيجابية، والاستفادة منها، مع مراعاة المتغيرات الزمانية والاجتماعية.

 

فهو إذًا حَلْقةُ وصلٍ بين ماضٍ لا يُتنكَّر له، وبين مستقبَلٍ يُتطلَّع إليه، أو بتعبير ابن عاشور: ((إنهم ابتدأوا لِنَزيد، وأسَّسوا لِنُشيد)).

 

ج/ أنّ الإصلاح والتطوير في ميدان التربية متقاربان من حيث الدلالة، إلا أن التطوير أخصُّ من الإصلاح، وهو عبارة عن مراجعة جزئية، بينما الإصلاح مراجعة عامّة للمشروع، إضافةً إلى أنّ التطوير في الغالب يكون على ما أُسِّس من قَبْلُ، وذلك بتعديله أو زيادته، ومفهوم الإصلاح يتجاوز هذا الحد ليتضمنَّه ويشمل غيره مما قد يكون مستجدًّا ومتطَلَّبًا زمانيًّا أو اجتماعيًّا لم يكن أسس من قبل، وعلى هذا فمصطلح الإصلاح يتجاوز الدلالة اللغوية التي تقتصر على تقويم ما فسد.

 

(4) إنّ الإصلاح التربوي في منهج التربية الإسلامية يتَّسم بعدة خصائص وصفات، وهي تنقسم إلى قسمين:

• خصائص تتعلّق بمن يقوم بعملية الإصلاح، وتتمثل في التخصصية، والأهلية، والخبرة.

 

• خصائص تتعلّق بمشروع الإصلاح، والذي يتَّسم بالبُعد الديني، والأساس الاعتقادي، والربانية في المرجعية، والواقعية في الطرح، والمرونة في المعالجة.

 

(5) إنّ الإصلاح التربوي في رأي ابن عاشور له صلة محكمة بالإصلاح الاجتماعي؛ وذلك لأن طبيعة أيِّ مُصلحٍ موفَّق أن ينظر إلى حركة المجتمع باعتباره أجزاء يُكمِّل بعضُها بعضًا، وتتأثر ببعضها البعض، فالمدرسة تؤثر في الأسرة، والأسرة تؤثر في المدرسة، وهكذا بالنسبة للإعلام والمراكز والمؤسسات الاجتماعية، بمعنى أنّ المؤسسات التربوية والاجتماعية تأخذ من بعضها، وتعطي بعضها، ويتأثر بعضُها بالآخر.

 

ولذلك كانت نظرة ابن عاشور للإصلاح التربوي والاجتماعي نظرة متكاملة، لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، ومحاولةُ الفصل بينهما في نظر ابن عاشور تُعَدُّ خطًا في الإصلاح، وفشلًا في التجربة.

 

(6) إنّ ابن عاشور اعتمد في رسالته الإصلاحية على الكتاب والسنة، لاعتقاده أنّ ذلك يُمَثِّل الرحمَ والبيئة التي تُشَكَّل في داخلها الأجِنّةُ الحضارية القادرة على بناء الحضارة الإسلامية، واعتبر القرآنَ والسنة أصل الأصول.

 

كما أنّ من مصادره الإجماعَ والقياس الصحيح المبني على الاجتهاد والتمحيص في الأدلة والنصوص والقرائن، وقد ساعده على ذلك تكوينُه الشرعي، وتبحُّرُه في علوم الشريعة كالتفسير والأصول والفقه والحديث... مما قوَّى فيه جانبَ الاستنباط، وحدّةَ الفهم والإدراك.

 

(7) إنّ تاريخ الأمم بوقائعه وأحداثه عبر الأزمنة والعصور المختلفة ليس مجالًا في رأي ابن عاشور للتفكُّه وسَرْد الأحداث، وإنما هي دروس وعِبَرٌ مستفادة يُستفاد منها في بناء المنظومة التربوية، والمشروع الإصلاحي.

 

(8) تأكّد للباحث أنّ الإصلاح عند ابن عاشور-رحمه الله- متجذِّرٌ في الحضارة الإسلامية، مستخدم لأفكارها وثقافتها ونتاجها الإيجابي، بَدْءًا بعصر النبوة وانتهاءً بالدولة الحفصية، وأنّ من نتاج هذه الحضارة تلك المدارس التعليمية، والكتاتيب القرآنية، والمجامع العلمية، ومراكز البحوث والترجمة... والإسهامات التي أمدّت بها الحضارة البشرية.

 

(9) ظهَر للباحث أنّ ابن عاشور-رحمه الله- يرى أنّ الإصلاح التربويّ لا بُدّ له من ميادين يتحرّك فيها، وأنه يجب أن يستهدف فئات مختلفة عبر المسجد والمدرسة والإذاعة والتلفاز، والصحف والمجلات، والتأليف، ومباشرة الإصلاح من خلالها، حتى ينفذ مشروع الإصلاح إلى كل فئة في المجتمع، بحسب مستواها وقابلية أفكارها، وأنّ أيّةَ محاولةٍ إصلاحية لا تنشط عبر هذه الميادين تظلُّ محاولةً ناقصة لا يكتمل معها الإصلاح.

 

ولذلك تمكّن ابنُ عاشور-رحمه الله- بهذه النظرة المتكاملة من أنْ يباشر إصلاحَه عبر هذه المجالات والوسائط المتعدّدة، فتارةً هو الواعظ المؤثر، وتارة هو الإعلاميُّ البارز عبر وسائل الاتصال ينفذ إلى شرائح المجتمع، وأخرى هو المدرِّسُ المتمرِّسُ الذي يبني العقول، ويُوَجِّه النفوس، وفَيْنةً هو الكاتب اللامع الذي يُحدِّد الملامح، يُظهر مكامِن الدّاء ويَصِف الدواء.


(10) تأكّد للباحث أنّ المضامين التربوية التي تناولها الإصلاح العاشوري تزخر بأفكار متنوِّرَة، وطروحاتٍ أفادت منها بعض المدارس والمناهج التعليمية في منطقة المغرب العربي خصوصًا، والبلدان الإسلامية عمومًا، وقد تحلَّت تلك الآراء بالخبرة والسبق التربوي في مجالات العلم والتعليم، وطرق التفكير العلمي.

 

أمّا بخصوص العلم فقد اعتبر ابن عاشور أنّ التعريف السليم للعلم هو: ما ارتكز على الوحي والخبرة والعقل، وأنّ تحصيله يكون عن طريق التعلُّم والتعليم.

 

(11) أكّدت الدراسة على أنّ مفهوم التعليم عند ابن عاشور يُعَدُّ سَبْقًا تربويًا يُسجَّل له، حيث نبَّه على خطأ حصر التعليم في مجال التلقين، وهذا يتوافق مع ما تذهب إليه التربية المعاصرة، من أنّ التعليم عملية خِبْريّة تُؤَدّي إلى تغيُّرٍ دائمٍ ونسبي في السلوك.

 

(12) إنّ التفكير عند ابن عاشور-رحمه الله- هو ما كان وظيفيًا يؤدِّي إلى عمل إيجابي واقعي يمكن ملاحظته وتقويمه، بل قد يؤدي إلى إحداث تغيير في التصور والسلوك.

 

وقد حدَّد لذلك ضوابط علمية وسلوكية، ونبَّه إلى ضرورة إعمال الحوافز المشجعة على التفكير السليم، كما حذّر من المعوقات التي تشُلُّ آلية التفكير في العمل الإنساني والتربوي، أمّا التفكير المجرّد الذي لا يتعلّق بعملٍ ولا يؤدّي إلى تغيُّر فإنّ ابن عاشور يحذِّر منه ويَعُدُّه طرحًا فلسفيًا لا يخدم قضايا الإنسانية في شيء، بل يزيدها تِيهًا واضطرابًا.

 

(13) على الرغم من أنّ ابن عاشور أشعري المعتقد إلاّ أنّه أشاد بمنهج السلف في مسائل الاعتقاد، ووظَّف ذلك في إصلاحه لمنهج التربية الإيمانية، وأكّد أنّ إصلاح المعتقد أصل كل صلاح.

 

(14) شدّد ابن عاشور-رحمه الله- على أهمية مراعاة الأخلاق في مناهج التعليم نظريًا وتطبيقيًا، وخاصّة لِما لاحظه من خُلُوّ تلك المناهج أو افتقارها إلى هذا الأصل العظيم الذي به تكمل شخصية المسلم، وتَسْعَد به الأمة الإسلامية التي تدعو إلى الخير، وتحمل في طيّاتها هذا الخير.

 

وإنّ أصول الأخلاق عند ابن عاشور مستمدّة من الكتاب والسنة، والعادات الجميلة، وترجع في حقيقتها إلى العفو عن الاعتداء، أو إغضاء عمّا لا يلائم، أو فعل خير واتّسام بفضيلة، ومن مظاهرها: الإخلاص، وحُسن النية وسلامة الصدر، والعدل والمروءة، والصبر.

 

(15) يرتكز إصلاحُ النظام التعليمي العامّ عند ابن عاشور والمتمثِّل في السياسة التعليمية إلى النقاط التالية:

• بناء السياسة التعليمية على أساس الدين، والانطلاق من منطلق العقيدة، ومراعاة القيم الإسلامية والإعلاء من شأنها.

 

العناية بالْقِيم الأخلاقية والسلوكيات الحميدة، ومراعاة حاجات المجتمع، وتلبية رغباته في إطار مقاصد الشريعة، ومقومات الحضارة الإسلامية.

 

• إسناد أمر وضع الخطط التعليمية إلى المختصين والخبراء من رجالات التربية والتعليم، والقطاعات ذات العلاقة، الذين يَتَّسِمون بالكفاءة والخبرة والقدرة على تطوير المنظومة التربوية وإصلاحها.

 

• جَعْلُ التعليم مركزيًا بحيث تُوَحَّد سياستُه، وتُعْرَف مرجعيته التي تعمل على توحيد الأفكار واستثمار الجهود، والتوفيق بين الآراء.

 

• تعميم التعليم وإلزاميته ومجّانِيّته؛ من أجل نشر العلم والتعليم وتحفيزه، وكذلك لمحو الأمّيّة عن المجتمع بَدْوِهم وحَضَرهم، وأن يدخل نور العلم كلَّ بيت.

 

ويستند ابن عاشور في ذلك إلى توجيهات الشريعة القائمة على ضمان حقّ المسلم في العلم والتعليم.

 

• التركيز على هدف بناء الإنسان والاعتناء بشخصيته، وتوجيه ميوله ورغباته، وضبط انفعالاته، وتعديل سلوكه، وتشجيع مواهبه واستثمار قدراته.

 

• مراعاة المعايير الإسلامية في المنظومة التربوية حتّى لا ينعكس ذلك سلْبًا على الأهداف المرجوّة، ومن ذلك فصل الذكور عن الإناث في جميع مراحل التعليم كما دعا إليه ابن عاشور.

 

• العناية الرسمية وتبَنِّي أمر التعليم مِن قِبَل السلطات العليا، ودعم العمل التربوي بسخاء من خلال توفير كلّ ما يلزم لنجاح التربية والتعليم في كل جوانب المنظومة التربوية، وتجهيز الوسائل المساعدة، وإيجاد الحوافز والتشجيع على العلم والتعليم بطرق متعددة.

 

(16) يعتقد ابن عاشور-رحمه الله- أنّ التعليم صناعةٌ تحتاج إلى دربةٍ ومران وإعداد، إضافة إلى ما ينبغي أن يتوفّر في المعلِّم من حُبٍّ واستعداد نفسي وقناعة بهذه المهنة، لذلك دعا -رحمه الله-إلى إصلاح هذا الجانب من خلال تحديد الصفات اللازمة في اختيار المعلِّم الكفء، كما قدّم حلولًا عملية وبرنامجًا علميًا يُسْهم في إعداد المعلمين وتدريبهم على ممارسة التعليم.

 

(17) ينطلق ابن عاشور في إصلاحه التربوي من منطلق تكاملي يجعل المادة التعليمية مرتبطة بعناصر أخرى تكوِّن بمجموعها ما يُسَمَّى بالمناهج التعليمية.

 

ولذا كان توجيه الإصلاح العاشوري إلى هذه المناهج يبدأ بالأهداف التربوية والتعليمية، والتي على ضوئها تُحدَّد الموادّ التعليمية التي تخدمها، والوسائل الناجعة لتحقيقها، والأنشطة العملية التي تُقوِّم المسار التعليمي.

 

(18) يرى ابن عاشور أنّ أعظم هدف ينبغي أن تحققه التربية هو بناء الإنسان المسلم الصالح في نفسه والمصْلِح في مجتمعه، وتنميته في جميع جوانبه، بحيث يُحَقِّق العبودية الكاملة لله، ويعمر الأرض.

 

(19) يدعو ابن عاشور في مشروعه الإصلاحي إلى ضرورة الاعتناء بكل الموادّ التعليمية التي تخدم بناء الإنسان بناءً متكاملًا، وعدم التفريط في حقِّها أو التقليل من شأن بعضها، ما لَم يكن مُجانبًا للشريعة الإسلامية.

 

(20) يهتمُّ ابن عاشور اهتمامًا بالغًا بأمر التقويم في العملية التعليمية، ويؤكد ضرورة أن تكون هناك أدوات فاحصة، ومعايير حقيقية تكون من خلالها ملاحظة التقدم في المسيرة التربوية من عدمه.

 

وهو في هذا المقام يدعو إلى أن يتولى أمر التقويم لِجانٌ متخصِّصة تعمل وفق معطيات محدودة وواضحة، لتتمكن من الملاحظة الجيدة، وتُقدِّم حلولًا علمية من خلال تلك المعطيات المستخدمة في التقويم.

 

التوصيات والمقترحات:

1-يوصي الباحث بدراسة المزيد من الشخصيات الإصلاحية التربوية في المغرب العربي خصوصًا وفي العالم الإسلامي عمومًا، والتي كان لها الأثر الواضح في مجال التربية في العصر الحديث على المستوى النظري والتطبيقي، ومن هؤلاء على سبيل المثال: الشيخ عبد الحميد ابن باديس، والشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والشيخ تقي الدين الهلالي.

 

2-يوصي الباحث بدراسة التعليم الإسلامي في الزيتونة، والأطوار التي مرَّ بها، والظروف التي أحاطت به، دراسةً تاريخية ووصفية.

 

3-يوصي الباحث بدراسة الجانب الاجتماعي في شخصية وفكر ابن عاشور، نظرًا لما يتميز به ابن عاشور من تحليله لقضايا اجتماعية عديدة.

 

4-كما يدعو الباحث واضعي سياسة التعليم في البلدان الإسلامية للاستفادة من نتائج الطروحات التربوية التي تقدم بها ابن عاشور والدراسات المشابهة لها في رسم السياسات التعليمية.

 

5-ويدعو الدَّارسُ المؤسسات التربوية المسلمة إلى تطبيق تلك الرؤى والحلول التربوية الناجعة التي قدَّمها ابن عاشور للعودة القوية بالأمة الإسلامية إلى مكانتها السامية واللائقة بها.

 

6- وتوصي الدراسة بالاهتمام بأمر العقيدة الإسلامية الصحيحة كنقطة البداية في تصحيح مسار التربية والتعليم في العالم الإسلامي، والارتكاز على الكتاب والسنة والنماذج المضيئة من التطبيقات التربوية في تاريخ الأمة المسلمة.

 

7- كما يوصي الاعتناء التَّامُّ بالمعلِّمين والمربين كونهم حجر الزاوية في كلِّ إصلاح تربوي سليم، وضرورة انتقائهم وتدريبهم، وتحفيزهم على العمل المثمر من خلال تأمين احتياجاتهم واعتماد الرواتب المجزية لهم.

 

هذا وإنّ الباحث في نهاية هذا السير الطويل وإكمال الدراسة لَيحمد الله تعالى أوَّلًا وآخِرًا، ويشكره على ما أنعم وتفضَّل، فله الحمد سبحانه مِنْ قَبلُ ومِن بَعد.

 

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

 

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.


فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

ملخّص الرسالة

1

شكر وتقدير

4

المقدمة:

6-15

موضوع البحث وتساؤلاته

7

أهمية البحث

9

أهداف البحث

10

خطة البحث

10

منهج البحث

12

حدود البحث

13

مصطلحات البحث

13

الدراسات السابقة

14

التمهيد:

17-36

المبحث الأول: شخصية ابن عاشور ونشأته

18-31

المطلب الأول: اسمه ونسبه وكنيته وولادته ووفاته

18

المطلب الثاني: نشأته العلمية

19

المطلب الثالث: جوانب شخصية ابن عاشور التربوية

29

المبحث الثاني: عوامل تكوين ابن عاشور التربوية

32-36

المطلب الأول: عامل البيئة الأسرية في تكوينه

32

المطلب الثاني: عامل البيئة الثقافية

33

المطلب الثالث: عامل التيارات الإصلاحية في عهده

34

المطلب الرابع: الواقع التونسي المستعمَر في عهده

35

الفصل الأول: مفاهيم الإصلاح التربوي عند ابن عاشور:

38-128

المبحث الأول: مفهوم التربية

41

المبحث الثاني: مفهوم الإصلاح والتطوير التربوي

61

المبحث الثالث: خصائص الإصلاح التربوي

76

المبحث الرابع: علاقة الإصلاح التربوي بالإصلاح الاجتماعي

119

الفصل الثاني: مرتكزات الإصلاح التربوي وميادينه عند ابن عاشور:

130-135

المبحث الأول: المرتكزات المرجعية (الكتاب والسنة)

130

المبحث الثاني: المرتكزات التاريخية

146

المبحث الثالث: المرتكزات الحضارية

165

المبحث الرابع ميادين الإصلاح التربوي

185

الفصل الثالث: مضامين الإصلاح التربوي عند ابن عاشور:

237-357

المبحث الأول: العلم والتعليم

238

المبحث الثاني: العقيدة الإسلامية

293

المبحث الثالث: الأخلاق الفاضلة

304

المبحث الرابع: التفكير العلمي

336

الفصل الرابع: جوانب الإصلاح التربوي عند ابن عاشور:

359-427

المبحث الأول: إصلاح النظام التعليمي العامّ (السياسة التعليمية)

359

المبحث الثاني: إصلاح وتطوير برنامج إعداد المعلمين

381

المبحث الثالث: إصلاح وتطوير المناهج التعليمية

404

الخاتمة:

428-434

النتائج

428

التوصيات

434

ملحق بمؤلفات ابن عاشور

436

الفهارس:

439-485

فهرس الآيات

439

فهرس الأحاديث

454

فهرس الآثار

458

فهرس الأشعار

460

فهرس الأعلام

461

فهرس الغريب

464

فهرس المصادر

465

فهرس الموضوعات

483



[1] انظر مثلا: غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب.

[2] نذير حمدان: في التراث التربوي (دراسة نفسية تعليمية تراثية)، دار المأمون للتراث، 1409هـ ص/ 5.

[3] خالد حامد الحازمي: أصول التربية الإسلامية، دار عالم الكتب، 1421هـ ص/6.

[4] انظر: محمد الطاهر بن عاشور: أليس الصبح بقريب، الشركة التونسية للتوزيع ص/8.

[5] بلقاسم الغالي: من أعلام الزيتونة شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور حياته وآثاره، دار ابن حزم، 1997م، ص/ 40.

[6] صالح العساف: المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية، ص/ 206.

[7] عبيدات ذوقان وآخرون: البحث العلمي (مفهومه، أدواته، أساليبه)، دار الفكر، عمان، 1992م، ص/ 173.

[8] محمد عمر فلاته: المنهج العلمي في كتابة البحث الإسلامي، رسالة دكتوراة غير منشورة 1411هـ ص/ 431- 432 نقلًا عن كتاب النظرية النقدية عند العرب لهند حسين طه ص/ 20.

[9] أحمد حسين اللَّقاني وعلى أحمد الجمل: معجم المصطلحات التربوية، المعرفة في المناهج وطرق التدريس، عالم الكتب 1419هـ، 1995م، ص/ 32 بتصرف. وينظر: محمود شوق: تطوير المناهج، دار عالم الكتب 1416هـ - 1995م، ص/21 بتصرف.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • أنواع رأى | رأى البصرية ورأى القلبية | ما إعراب قوله: {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا}(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • من آراء الغرب في محمد النبي الحاكم وفي القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • الرايس محمد رحمه الله .. آراء ومواقف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آراء ابن درستويه النحوية والتصريفية جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آراء أبي الحسين ابن القطان الأصولية جمعا وتوثيقا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آراء ابن بطال الفقهية من خلال شرحه لصحيح البخاري: كتاب الطهارة جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آراء الإمام ابن حبان الأصولية في صحيحه جمعا وتوثيقا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آراء نحاة الكوفة في كتب القراءات السبع وعللها جمعا ودراسة وتقويما(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آراء سعيد بن المسيب في المعاملات المالية من كتاب الموطأ (دراسة فقهية مقارنة)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • آراء سعيد بن المسيب في فقه الأسرة من كتاب الموطأ (دراسة فقهية مقارنة)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب